من التحرر والاستقلال الي عودة العبودية والتبعية للسلطان العثماني .
من باب العزيزية في طرابلس العرب الي الباب العالي في إستانبول العثمانية .
من خط 32° في البحر المتوسط رمزاً للتحدي والإرادة الوطنية القوية الي خط الرجعة لأصول السراج في أنساب اتاتورك .
من المثابة العالمية لأحرار العالم الي وكر للقاعدة وداعش وكل تنظيمات الإسلام السياسي الدموي.
من الجهاد والمقاومة للطليان من قبل عمر المختار وإجلاء القواعدالبريطانيه والأمريكية من قبل معمر القذافي الي السراج حفيد أتاتورك الذي طلب الاحتلال بمرسوم رسمي.
من دعم حركات التحرر العالمية للشعوب المتطلعة للحرية والانعتاق الي وحل العبودية من جديد في إسطبل أردوغان .
من الاتحاد الأفريقي العظيم الي اتحاد دواعش أدلب بقيادة خليفة المسلمين العثماني وابن موزه .
من معركة القرضابية معركة اللُحمة الوطنية الي معركة النفوذ والسيطرة علي الغاز الليبي لصالح غير الليبيين .
في سابقة لم تكن الأولي ولن تكون الاخيرة من السراج في دعوة صريحة دون اي رادع وطني او اخلاقي او ديني يمنعه من ان يُقدم علي مثل هكذا تصرف يتطابق تماماً مع دعوة الشارف الغرياني عندما كان يجادل عمر المختار بالتوقف عن مقاومة الطليان . ولم تكن مختلفة عن دعوة حلف الناتو للتدخل في عام 2011 لانه حلف لو شهده رسول الله لبادر اليه . تلك هي تفسيراتهم وحججهم في تحرير الشعوب علي حد زعمهم . يلبسون الحق بالباطل ، ليس هذا فحسب بل يشرعنون التدخل بحجة الدفاع عن الشرعية التي ألبسهم أيها المستعمر.
في تقديري ان دعوة السراج للتدخل التركي في جانبها الاخر
هي دعوة للوحدة الوطنية الحقيقة لكل من هم في صف الوطن . لا مجال للمحاسبة لا مجال للإدانة لا مجال للتخلي لا مجال للحياد امام وطن تتقاذفه رياح عاصفة لدول استعماريه تتكالب عليه من كل حدب وصوب من أجل مصالحها .
فالأحرى بنا ان نتوحد من أجل بقاءنا قبل الحفاظ علي مواردنا مصدر عيشنا دون مد أيدينا للآخر . والحفاظ علي مستقبل أجيال واجبنا حيالهم ان لا نلقي بهم في مركب مخروم بين امواج متلاطمة .
الظرف العصيب الذي يمر به الوطن الان من تحالف دول استعمارية مع قوي داخلية عميلة تجعلنا ان لا نُدير ظهرنا لطوفان لن يُبقي علي أحد ، لا نجاة منه بالهروب ، بل التصدي والمواجهة له هي طوق النجاة للجميع .
الان وليس بعد الان حان موعد الاستمرار في المقاومة حتي وان لم نسمع صوته .
بقلم :
حنظلة سرت
06 يناير 2020